مواجهات الدورة الـ24 من الدوري المغربي للمحترفين يجدد الوصال للمرة الثانية هذا الموسم مع ديربي البيضاء بين الوداد والرجاء ، 115 هو عدد صدام الغريمين على مستوى البطولة الوطنية ، يتفوق خلاله الرجاء على الوداد فيما يخص الإحصائيات المرتبطة بعدد الإنتصارات 34 فوز للرجاء مقابل 27 للوداد، مقابل 54 تعادلا وكذلك عدد الأهداف المسجلة (وقع الرجاء 93 هدفا ووقع الوداد 87) .
والأكيد أن المباراة لن تحيد عن طابع التنافس والندية والتشويق وستشكل، كما هي عادتها دائما، عرسا كرويا متميزا بكل المقاييس لما يخلفه من تنافسية على أرضية الملعب واحتفالية قل نظيرها، يعاينها في العادة أكثر من 80 ألف متفرج في المدرجات ويتابعها الملايين من المغاربة في الداخل والخارج، كما تشكل فرصة لتسويق المنتوج الكروي المغربي على الصعيد العربي والقاري والدولي على اعتبار أن قنوات تلفزيونية أجنبية تعمل على تأمين تغطيتها .
كما سيفرض الديربي نفسه من جديد على الساحة الرياضية الوطنية اعتبارا لتاريخ الفريقين الحافل بالأمجاد والبطولات والألقاب سواء على الصعيد الوطني أو الإفريقي أو العربي وهو المعطى الذي سيحفز كل طرف على تسخير جميع إمكانياته التكتيكية والتقنية والبشرية للظفر بنقاط هذا اللقاء وتقديم طبق كروي راق يليق بسمعتهما كمدرستين عريقتين تعتبران قاطرة كرة القدم الوطنية وإشباع بالتالي، نهم جمهورهما الرياضي البيضاوي خاصة والمغربي عامة ، المتعطش إلى الاستمتاع بعروض في المستوى.
نزال الأخضر والأحمر.. زلزال طبيعي اهتزت له البيضاء على مر السنين
وطيلة 58 سنة من الصراع المتواصل بين الغريمين التقليديين تميزت عدة مواجهات بينهما بطابع خاص لما عرفته من أحداث أو كانت مؤثرة على نتائجهما في الدوري ، وفي هذا الصدد موقع "البطولة" يلقي الضوء على أشهر 6 لقاءات في تاريخ الفريقين بالدوري :
1)- الرجاء – الوداد 1-0 (1956 )
بعد استقلال المغرب وانطلاق الدوري المغربي الممتاز لكرة القدم ترقب الجميع أول ديربي بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد بشغف وقد أعطى ما كان منتظرا منه بعدما فاز الرجاء 1-صفر وهي نتيجة اعتبرت حينها مفاجئة بالنظر للسيطرة المطلقة التي كان الفريق الأحمر يبسطها على الساحة الرياضية المغربية.
في ذلك اللقاء كانت كلمة جيكو الأب الروحي للفريقين الشهيرة والتي يرددها الجميع : "الوداد وداد القلب والرجاء رجاء العقل" في إشارة منه لحبه للفريق الأحمر الذي كان ضمن مؤسسيه والرجاء كفريق قدم إليه بعد الخروج من الوداد وقرر تطويره وجعله منافسا أبديا للوداد.
والغريب أن الأب جيكو توقع النتيجة النهائية بالضبط حيث أكد أن الرجاء سيفوز بهدف، هدف المدافع الرجاوي الوجدي في مرمى رفقي يبقى في الذاكرة كأول هدف في ديربي الإخوة الأعداء، حيث كان المسجل والحارس صديقين حميمين يسكنان نفس الحي (درب الشرفاء بالبيضاء).
2)- الوداد – الرجاء 1-1 وخسارة الرجاء بعد الانسحاب (موسم 1978-1979)
في لقاء الذهاب من ذلك الموسم ، تسبب احتساب الحكم لضربة جزاء لفائدة الوداد البيضاوي وطرد الحارس نجيب مخلص في انسحاب الرجاء من اللقاء والنتيجة آنداك التعادل هدف لمثله.
ضربة الجزاء تكفل بتنفيذها المرحوم بيتشو القادم للوداد من الرجاء وانتظر طويلا حيث في البداية رفض بعض لاعبي الرجاء الانسحاب وقرر الأسطورة عبد المجيد الضلمي اللعب كحارس مرمى لكنه لم يجد سوى قميصا أحمر ليلبسه وهنا ثارت عناصر الرجاء وقررت الانسحاب بشكل نهائي.
ضربة جزاء نفذت في مرمى فارغ وأعلن فوز الوداد باللقاء بهدفين لصفر.
3)- الوداد – الرجاء 3-0 ثم هزيمة الحمر بعد اعتراض الرجاء على أيت لعريف (2001)
موسم 2000-2001 تمكن فريق الوداد البيضاوي من تلقين خصمه درسا بليغا على أرضية ملعب محمد الخامس والنتيجة كانت كارثية للفريق المتوج أنداك بخمسة ألقاب متتالية، (3-0) وطرد حفيظ عبد الصادق كانت هدية المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلون لجماهير الوداد وتأديبا للرجاء التي غادرها.
لكن هدايا أوسكار كانت كثيرة ومن بينها الزج بلاعب صغير في اللقاء لم يتجاوز من العمر 17 سنة وهو عبد الحق أيت العريف بعدما ضمن الفوز باللقاء.
الرجاء تلقت هدية أوسكار بفرح واعترضت على إشراك اللاعب القادم من بطولة الهواة حيث لازال يملك رخصة اللعب مع فريقه الأصلي نجم الشباب، والنتيجة في الأخير كانت إعلان فوز الرجاء باللقاء بنفس نتيجة اللقاء (3-0) وخصم نقطة من رصيد الوداد ولقب سادس على التوالي للفريق الأخضر.
4)- الرجاء –الوداد 1-1 (2006)
في إياب موسم 2005-2006 كان الفريق الأحمر في طريقه نحو اللقب ويحتاج لنقطة من لقاءه بالغريم التقليدي الرجاء الذي تقدم في النتيجة بضربة جزاء نفذها العميد عبد اللطيف جريندو، الفريق الأخضر أضاع سيلا من الأهداف لتعزيز النتيجة بعد صعود كل لاعبي الوداد للهجوم وعندما كان في طريقه للفوز باللقاء كان للعميد الأحمر هشام اللويسي رأي آخر في الثانية الأخيرة من الوقت الضائع والذي قدره الحكم بثلاث دقائق، تسديدة من خارج مربع العمليات تعطي التعادل للوداد واللقب العاشر في مسيرته بالدوري الممتاز.
5)- الوداد _الرجاء 1-0 (2009)
إياب موسم 2008 -2009 تمكن فريق الوداد من تحقيق آخر فوز له بالديربي بهدف هشام جويعة في الدقيقة الرابعة من اللقاء.
الديربي قاده الحكم خليل الويسي الذي لم يكن رحيما بالدولي المغربي محمد أولحاج حيث أرسله لمستودع الملابس بعد 12 دقيقة فقط تاركا الرجاء يبحث عن التعادل بعشرة لاعبين.
والهزيمة لم تمنع الرجاء من التتويج باللقب التاسع في الدوري المغربي الممتاز لكنها كانت عزاء لجمهور الوداد الذي قدم فريقهم موسما سيئا.
6)- الرجاء –الوداد 1-0 (2010)
أخر مواجهة جمعت الفريقين وانتهت لصالح الرجاء تعود لموسم 2009-2010 بنتيجة هدف دون رد كان من توقيع ممادو تراوري بايلا في الدقيقة 41 وهي النتيجة التي كانت وراء رحيل المدرب بادو الزاكي عن الوداد البيضاوي ، بعدها لم يتذوق الرجاء طعم الفوز في ديربي الإخوة الأعداء حيث لازال يبحث عن الانتصار على غريمه ونده التقليدي الوداد .
وبعد ذلك التقى الفريقان فى موسم 2010-2011 وفاز الوداد فى مباراة الدورة الاولي بنتيجة 2-1 سجل له محسن ياجور واحمد اجدو وسجل للرجاء حسن الطير , ثم تعادل الفريقان فى مباراة الدورة الثانية بنتيجة 1-1 سجل للوداد عبدالرحيم بنكجان وسجل للرجاء حسن الطير .
وفى موسم 2011-2012 تعادل الفريقيان في الدورة الاولي سلبا ثم فاز الوداد فى الدورة الثانية بنتيجة 1-0 عن طريق محسن ياجور ، وتعادل الفريقان بنتجة 1-1 فى مباراة الدورة الاولى موسم 2012-2013 سجل للوداد اندوما وسجل للرجاء حمزة ابورزوق ، وفي الدورة الثانية تعادلا 1-1 سجل للوداد خالد السقاط وتعادل الرجاء بهدف عكسي .
فوز الرجاء مكنه من الانقضاض عن المركز الأول في الدوري لكنه فقد اللقب في الجولة الأخيرة لفائدة الوداد بعد الهزيمة أمام الجيش بالرباط.
اللقاء الأخير قاده الحكم حميد الباعمراني وعرف احتجاجات الوداد على التحكيم واتهامه لبعض العناصر داخل الاتحاد المغربي لكرة القدم بكونها لا تريد للوداد أن يفوز باللقب تحث قيادة بادو الزاكي الذي قرر الاستقالة وحل مكانه فخر الدين رجحي الذي فاز باللقب.
الديربي الـ166 للإخوة الأعداء .. سجال بمعطيات شاذة
مباراة اليوم رغم قوتها وأهميتها إلا أنها تأتي في ظروف خاصة بين الوداد الساعي إلى الاقتراب أكثر من المتصدر المغرب التطواني وإنقاذ موسمه بمركز مؤهل لإحدى المسابقات القارية وذلك على حساب غريمه الرجاء، والأخير يمني النفس بتعويض إقصائه المبكر من منافسات عصبة أبطال إفريقيا وابتعاده عن اللقب المحلي بالفوز على الوداد، الذي يساوي الفوز باللقب معنويا عند جمهور الفريقين.
وستشهد المحطة الـ116 للديربي البيضاوي توقف التنافس بين ألترات الرجاء والوداد ، فبينما ستكون الجماهير الرجاوية حاضرة كعادتها لتؤثث مدرجات "المكانة" ، ستعيش مدرجات "فريميجة" الغربة للمرة الثالثة في تاريخ الديربي، بعدما قررت الجماهير الودادية مقاطعته ومقاطعة جميع مباريات الفريق الأحمر، تضامنا مع مشجعي النادي الأحمر المعتقلين على خلفية حادثة الهجوم على نادي الوداد .
وبالرغم من كل المعطيات السالفة إلا أن الديربي يبقى بطابع خاص تغيب فيه كل المعطيات وتكون لأرضية الملعب والتنافس بين الفريق الكلمة الفصل في حسب نتيجته لهذا الفريق أو ذاك ...
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire